قررت السفر في اللحظة الاخيرة
كانت في امس الحاجة الى ان تدخل في غيبوبة التامل
هناك حيث البحر والمد والجزر
حيث لاشيء من الغدر والخيانة والكره
هناك حيث السكون والهدوء والجمال
للوهلة الاولى قالت مخاطبة عقلها ما رايك لو نتبادل الاراء
... كي نسمو الى ما فوق الافق المفعم بالجمال والروعة
نسمات الخريف تعطر المكان .. ولم يكن على شاطئ البحر سواها
كانت الشمس توشك ان ترتمي فوق الافق الممتد
ووسط لطمات المد والجزر غمست اناملها في الرمل
وحلقت بنظراتها نحو الافق البعيد في تامل عميق
كان هناك واقفا يتاملها من بعيد خائفا من الاقتراب
كي لا يفسد استغراقها في تلك اللوحة المبهرة التي تتاملها
فجاة خفق قلبها شيء غريب اشبه بالرجاء كان يناديها
استدارت للوراء ولم يتمالك نفسه بقوله ... صعب الموج الحالم
يرسم فلسفة الحب على رمال الشاطئ
قالت له وعيناها باتجاه البحر : اغمرك الهوى بسندس ايامه
قال : احببتها منذ التقيتها ذات مساء .. جميلة كانت تبدو كازهار الربيع متوهجة
ذبت في حبها كقصيدة عشق ترنمت بها كل الطيور
لقد احببتها كما اريد وهامت بي كما تريد
وفي لحظة من لحظاتها الحالمة اغلقت جفونها ورحلت بايامي واحلامي
لعالم لا استطيع الوصول اليه ثم قالت وقد اتعبها السفر الطويل
ساعود يوما لامازح فيك افكاري الشقية واعيد للشفتين ضحكتها الجميلة
ساعود لنركض كما الصغار الاشقياء .. ونؤلف القصص الغريبة
ساعود يا حلمي الرقيق.. يا فرحي وعشقي
ساعود لارمي في محيطك كل امواجي العيتة
اما الان فانا راحلة وقد رسمت على شفاها كلمات غير عادية
وغسلت وجهها باحتراس وحملت حقائبها وعادت من حيث اتت
عادت لذاك العالم الذي لايسكنه الا هي واحلامها الوردية الطفولية
وبقيت انا هنا مع اوهامي واحلامي بلقائها مرة ثانية